العمر قصير ولكن .. تعرف كيف تستغل العمر فى صالح الاعمال الى الله - حياه نيوز | Haya News العمر قصير ولكن .. تعرف كيف تستغل العمر فى صالح الاعمال الى الله

العمر قصير ولكن .. تعرف كيف تستغل العمر فى صالح الاعمال الى الله

 من المعروف والمألوف قِصر أعمارنا في هذا الزمان، خلافا لما كان عليه حال البشرية في قرونها الأولى؛ فالعمر قصير جدا؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ."

خير الاعمال الى الله


وإذا حذفنا من هذا العمر سنين الطفولة، ثم ثُلث العمر الذي يمضي في النوم

 – هذا إذا كان معدل النوم 8 ساعات - فماذا يتبقى من العمُر القصير؛ إذًا لا يبقى إلا يسير منه.

ولكن مع هذه الحقيقة، فلا مجال لكي يحزن الإنسان أو يشعر بالأسف والأسى؛ لأن العبرة ليست بطول العمر أو بعدد أيامه وسنواته؛ ولكن العبرة بحصول البركة فيه وحسن استغلاله. فرُب يوم تقضيه في طاعة الله، أو تعمل فيه عملا دنيويا أو أخرويا يفرِحك، فيجعلك تُحس بأنه يوم عظيم لا يشبه سائر الأيام.

ولأن الله سبحانه رحيم بنا فقد جعل لنا في ديننا أمورا كثيرة؛ تتحقق بها بركة العمر ويُضاعف بها الأجر، ويُحس الإنسان بعمله لها بامتداد عمره وعمله، ولو بعد الوفاة.

فمن أسرار بركة الأعمار تَميُّز الأعمال التي تكون فيها؛ ويكون ذلك بما يلي:

1-          الإخلاص: يقول تعالى: ( وما أُمِروا إلا ليعبدوا الله مُخلصين له الدين حنفاء)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".

فالإخلاص في العمل الصغير – في الظاهر – يجعله عملا كبيرا عند الله تعالى، وبالعكس قد يَبطُل العمل الكبير عند الله تعالى بسبب سوء نية صاحبه وابتغاء السمعة منه، كما ورد ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة"

2-          الحِرص على الأوقات الفاضلة: التي نص عليها ديننا الحنيف؛ كفضل رمضان وعشر الأولى من ذي الحجة؛ ففي رمضان يَعتِق الله سبحانه من النار الخلق الكثير من الناس، وبخاصة في ليلة القدر التي يُساوي العمل فيها أكثر من 80 سنة مما سواها مما ليس فيه ليلة القدر. وحسبُك أن تفوز بليلة قدر واحدة في عمرك لكي يُضاف اليه ثمانون سنة من العمل. أما أيام ذي الحجة؛ فيكفي فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".

3-          الإكثارمن ذكر الله في جميع الأوقات: فلم يَرِد شرط الإكثار في عبادة من العبادات كما ورد مع ذكر الله عز وجل؛ فقال تعالى: ( واذكروا الله ذكرا كثيرا) وقال سبحانه: ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) والسر في ذلك أنه لا يمنع الإنسان عن الذكر إلا الغفلة؛ إذ لا يُشترط فيه طهارة ولا استقبال قبلة أو غيرها.

وإذا حرِص الانسان على الإكثار من ذكر الله بلسانه، وصل إلى ذكر الله بقلبه، وهذه درجة عالية تجعل الإنسان موصولا بالله عز وجل في أي لحظة، رغم انشغاله الظاهري بالمعاش والأمور الدنيوية.

ومن كان مع الله دائما كان الله معه بحفظه وعنايته ورحمته، وكفى بذلك أنسا وراحة وسعادة.

4-          المُداومة على العمل وإن كان قليلا: فقد لا يجد الانسان الوقت الذي يُخصِّصه لما يُريده من أعمال أو لما يبتغي الوصول إليه من أهداف، ولكن هذا لا يمنع من تخصيص وقت ولو كان قصيرا للهدف المطلوب؛ مثل حفظ القرآن الكريم مثلا أو تعلم لغة ما او الغوص في علم من العلوم، أو اكتساب حرفة أو خبرة في مجال من المجالات.

فللوصول إلى الهدف الكبير في النهاية لا بد من تخصيص وقت لذلك، ومحاولة الالتزام به ما أمكن. وسيرى الانسان أن ذلك الوقت القصير يتراكم مع مرور الوقت، ويحقق نتائج جيِّدة وملموسة.

إن الحياة مليئة بالفتن والمُغريات والمشاغل المنتظرة وغير المنتظرة، ولا يمكننا تأجيل عملنا أو هواياتنا إلى وقت التفرغ فذلك شبه مستحيل.

5-          مُحاولة دمج عملين ما أمكن في وقت واحد: وخاصة عند الأعمال التي لا تتطلب تركيزا مثل أشغال المنزل، فعلى المرأة أن تحرص على سماع شيء مفيد أثناء انشغالها بذلك فتَسمع القرآن الكريم أو محاضرات أو برامج مفيدة.

أما ذكر الله عز وجل – ولأهميته كما قلنا سابقا - فيمكن عمله ونحن في طريقنا إلى العمل أو في رجوعنا منه، أو في غير ذلك من الأوقات.

6-          استغلال أوقات الانتظار: إن أوقاتا كثيرة تضيع من أيدينا ونحن في صالات الانتظار عند الطبيب مثلا. وهذه أوقات مهمة يمكن استثمارها في مطالعة الكتب مثلا.

7-          الحرص والتطلع إلى الأعمال التي يمتد أجرها إلى ما بعد الوفاة: ولحسن حظنا أنها ليست عملا واحدا؛ وإنما أعمالا متنوعة ومختلفة تسع أناسا كثُر. وقد وردت هذه الأعمال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "

فرب إنسان ليس له ولد وليس يملك علما، ولكنه يستطيع عمل صدقة جارية فيبني مستشفى أو يغرس شجرة أو غيرها.

ورُبّ رجل أو امرأة لا مال ولا علم لهما، ولكن لهما ولدا عمِلا على حسن تربيته، فنفعهما دعاؤه بعد موتهما.

ورُبّ عالِم لا يملك مالا، ولكنه حرِص على أن ينتفع بعلمه ، ويُعلِّمه الناس، فبقي اسمه خالدا وانتفع في قبره بأجر ما علَّمه .

إن ما قلته آنفا هو بعض أفكار من شأن تطبيقها وتفعيلها في الواقع الاستفادة أكثر من أوقاتنا، ولا يتأتى هذا الأمر إلا عندما نوقن بأن وقتنا هو رأسمالنا الحقيقي، وأننا أيام مجموعة كلما ذهب منا يوم ذهب بعضُنا.

فاللهم بارك في أعمارنا وارزقنا الإخلاص في القول والعمل، آمين . والحمد لله رب العالمين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم